ألقى المسيو ماسبرو مدير مصلحة الآثار المصريّة خطبةً في الجمعية العلمية الفرنسية في باريسو تكلم فيها عن أعمل الحفر والآثار في مصر , جاء فيها عن المتاحف قولُهُ: إنَّ إنشاءَ متاحف المديريات في نظري أمرٌ لابدَّ منهُ. وكنت من أول وصولي إلى مصر ١٨٨١ - ١٨٨٦ قد رأيت أنَّ متحفَ بولاق يضيق عن لستيعاب كل ما تُخرِجهُ ارض مصر والآثار , وأنهُ لابدَّ من إنشاءِ متحفٍ في الإسكندرية , تُعرض فيهِ آثار العهدِ اليوناني الروماني. لكنَّ الحوادث السياسية التي جرت في ذلك الحين حالت دون تحقيق هذه الأمنية. ولما رجعت سنة ١٨٩٩ وجدتُ الآثارَ المجموعة في الجيزة مكدَّسةً بعضها فوق بعض فصمَّمت النية على أن أُنشئَ في جهات مختلفة متاحفَ محليةً تُعرَض فيها الآثار المختصة بكل مديريةٍ , الدالة على تاريخها وحياتها القديمة. أمَّا الآثار التي تتعلَّق بالتاريخ المصري العام فتوضع في متحف القاهرة. وبما أن ميزانية المصلحة لم تكن تقدرُ على القيام بالنفقات الطائلة التي يتطلبها المشروع , رأينا أن نشركَ الأفراد , أو بالأحرى الدوائر المحلية , في الأمر. فبدأنا نحو سنة ١٩٠١ بالأقصر , لكننا لم ننجح في سعينا. وفي