سنة ١٩٠٥ عاودنا الكرَّة ثانيةً , وفاوضنا شركة ترعة السويسو فلم نَفُزّ بالنتيجة التي كنَّا نرجوها بفضل مساعدة البرنس دارنبرغ , مع انهُ كان في الإسماعيلية في ذلك العهد شبهُ متحفٍ جُمعت فيهِ الآثارُ التي كان قد وجدها المسيو كليدا في حفر الترعة. ولم يكن الأمر كما تقدَّم في أسيوط وأسوان. فإن مساعيَّ هناك كُلِّلَتُ بالنجاح التام \. والفضل في إنشاء متحف أسوان عائد إلى مصلحة الرذي التي تنازلت لنا في أواخر سنة ١٩١١ عن البناية التي كانت قد شيدتها لمهندسيها في جزيرة أنس الوجود. وقد جمعنا في المتحف المذكور الآثار التي وجدها في بلاد النوبة بين ١٩٠٨ و ١٩١١ الخواجات ريستر وفيرث , وفتحنا أبواب المتحف للعموم في أول سنة ١٩١٢ وأرصدت لنا نظارة المالية سبعة آلاف فرنك للإنفاق عليهِ. فهو والحالة هذه متحف الحكومة المصرية. والفضل في إنشاء متحف أسيوط عائد لسيد بك خشبه الذي كان قد نال رخصةً بإجراء حفريات في المديرية. وكان يتاجر بالنصف الذي هو حصتهُ من الآثار المكتشفة. لكن أحمد بك كمال المتولي مراقبة الحفر من لَدثن مصلحة الآثار تمكَّن من إقناعهِ بأن الواجب الوطني يقضي عليهِ بأن ينشئ على نفقتهِ في مسقط رآهِ متحفاً يجمع فيه على الأقلّ قسماً من الصنف الذي يخصهُ فأنشأ المتحف
وتسلمناه هذا العام. وقد نحا هذا النحو مجلسان آخران ويمكننا القول أن المشروع سائر في أحسن السبل.