أرسل إلينا حضرة مراسلنا البغدادي الفاضل ساتسنا تابع البحث عن بلاد العرب الذي نشرنا منه قسماً في الزهور هذه السنة (ج ٤ ص ١٧٦ وج ٥ ص ٢٣٣) وهو البحث الذي وضعه خصيصاً لقراء مجلتنا بمساعدة حضرة الألمعي سليمان أفندي الدخيل صاحب جريدة الرياض الزاهرة. وما جاء في المقالة بين قوسين هو لمراسلنا والباقي للصحافي البغدادي الأديب.
رأيت من مقالتنا الأولى أن ديار نجد واقعة في إقليم تحيط به النفود إحاطة الهالة بالقمر، بحيث أن الطبيعة قد عزلتها عن سائر البلاد وجعلت العلوم والآداب لا تصل إليها إلا بعد تجشم المشاق التي لا تطاق. هذا فضلاً عن أن هناك سبباً آخر أوقف سير نجد في سبيل التقدم ومجاراة أهل سائر الأقطار في رقي سلم المعارف وهو أنها أصبحت منذ الإعصار المتوغلة في ظلمات القدم طريقاً للحاج ينتابه العرب منسلين إليه من كل حدب سحيق وشعب عميق. على أن الاختلاف إلى تلك الديار أصبح أعظم من سابق منذ استحكام قدم الإسلام في الأرض، فغدت نجد من الديار ولهذا ازدادت رغبة النجديين في الترحيب بالحاج واستقبالهم وحسن ضيافتهم، ولم تعد الحال تمكنهم من أن يتفرغوا لغير القرى وما ضارعه من الأمور التي تنشأ منه أو تستند إليه.
ولهذا السبب لما ظهر الإسلام ودان أهل نجد به خفت أتعابهم