أغمض عيني عما أرى، وأصم أذني عما أسمع، فأضيع في عالم الخيال فيتراءى لناظري شخصها بني خيالات الأوهام، وينساب إلى مسمعي صوتها بين حفيف الأحلام. فأتوهم أني عرفتها أو عرفت بعض الشيء عنها. فإذا ما عدت إلى عالم الحقيقة أراني عاجزاً عن إعادة بعض ما رأيت وسمعت أو ما توهمت أني راءٍ وسامع.
لم أجدها حتى الآن، ولكني لا أزال أفتش عنها، لأنها موجودة ولن أزال أنشدها حتى ألتقي بتلك الضالة المنشودة.
* * *
البلبل يجد الغصن الذي يغرد عليه في ليالي القمر، والفراشة تجد الزهرة التي تتغذى منها عند السحر، والزهرة تجد قطرة الندى التي تحييها، والغواص يجد الدرة التي يسعى إليها،