(لا نخال أحداً من القراء يجهل اسمَي جوزيفين وبونابرت وما وقع بينهما من النفور الذي أفضى إلى الطلاق. وكان ذلك في أواخر سنة ١٨٠٩. إلاَّ أن جوزيفين ظلت تراسل نابوليون حتى أيامها الأخيرة. ولو سمحت لها الدول المتحالفة لرافقتهُ إلى منفاه. وكان موتها في سنة ١٨١٤ أي بعيد سقوط نابوليون. وقد وصفها جميع المؤرخين بالصفات الطبية وأجمعوا على أن نابوليون كان مديناً لها بأمور كثيرة لا يسعنا الإسهاب فيها الآن. قيل أنها كانت تتشاءَم من ارتقائهِ إلى العرش وتخشى أن يحمله ذلك على طلاقها الاقتران بأميرة من أميرات الأسر المالكة. وقد تم ذلك أما الرسالة الآتية فقد بعثت بها إليهِ على أثر ولادة وليّ عهده من ماري لويز): صحوت اليوم وقرْع النواقيس يملأ الجوّ وهزيم المدافع يرنّ في الفضاء. فسألت عن السبب فقيل لي أن جلالة الإمبراطورة قد وضعت مولوداً سيرث عرش فرنسا ويضيف صفحة مجدٍ جديدة إلى تاريخ آبائهِ. وقد كنت أودّ لو بلغتني هذه البشارة منك قبل أن أسمعها من أفواه الناس فكنت أفرح لفرحك وتقرّ عيناي بأن ترى لك من يخلّد لك ذكرك ويورثه للأجيال المقبلة , فإن ساءك أنني تمنيت سماع هذه البشارة من فمك فإن ما كان بيننا من العهد السابق شجَّعني على تعليل نفسي بهذه