الأمنيَّة. لعل ذكرى أيامنا الماضية تشفع بي لديكَ وتبدد عن محياك غمامة الكدر والاستياء لست أقصد يا صاحب الجلالة أن أراضيك بهذه الرسالة أو أكفّر عن سيأتي الماضية إليك. فإن تلك السيآت أعظم من أن يشفع بها ما أعانيه من مضض هذا الفراق واحتمله من أراجيف الوشاة. لاسيما وأنني لا أعرف لنفسي حسنة سوى أنني أحببتك حباً يقرب من العبادة فكان جزاء حبي لك أنك فصمت عرى مواثيقنا المقدسة بحجة أنني لم ألدْ لك من يرث عرشك من بعدك. وبلغتْ منك القسوة أن اتهمتني بأمور ما أنزل الله بها من سلطان ولست بلائمتك على تصرّفك هذا يا صاحب الصولجان. ولكن راعني ما رأيت نفسي فيه من اليأس. فرأيت أن أبسط إليك كتابي هذا واهني شعبك يولي عهدك ووارث عرشك. مع أنني
أحسبك في غنى عمن يخلد لك ذكرك لأن الذكر الذي قد خلفته ستتوارثه الأجيال المقبلة خلفاً عن سلف. ولسوف يأتي يوم يرى فيهِ العالم أن الآلهة أساءَت إليَّ أكثر مما أسأتُ أنا إليك إذ لم تقدّر لي أن أهبك من يخلد لك ذكرك من بعدك. لذلك حاولت أن تنتزع حبي من قلبك. فلجأت إلى غيري لتبلغ بها ما كانت نفسك تطمح إليه. فهنيئاً لها من إمبراطورة سعيدة وهنيئاً لفرنسا بوارثها المقبل ولقد رضيت بنصيبي هذا بعد أن احتملت منهُ في أول الأمر ما تنوء من ثقله راسيات الجبال. وكنت أقول يومئذ أن الزمان هو الطبيب