اطلعنا على الفصل التالي في إحدى المجلاَّت الفرنساوية فرأينا أن نترجمه لما فيه من بيان فضل المرأة الغربية , وفوزها على الرجل في كثير من الأعمال الجلّي التي قلما يقدم عليها غير الشجاع الباسل. وهو مكتوب بقلم السيدة ريموند دلاروش الطيَّارة الفرنساوية التي أدهشت بطيرانها المتفرجين في حفلة عين شمس بمصر في شتاء سنة ١٩١٠. وقد أرادت بنشره أن تردَّ على جمهور من الكتَّاب قام ينتقدها على أثر سقوطها من الجوّ في حفلة الطيران في مدينة ريمس ويُعنّف من أجلها سائر النساء بدعوى أن المرأة لا تستطيع ما يستطيعه الرجل.
قالت الكاتبة:
تعجب بعضهم من إقدامي على الطيران , وأدهشتهم جرأتي ومخاطرتي أحياناً كثيرة بدعوى أن الطيران خاص بالرجال لا يتعداهم إلى النساء. ثم انقلب تعجّبهم ودهشتهم إلى انتقاد وتأنيب يوم وقعت بي طيارتي في مدينة ريمس فأصبتُ ببعض الجراح والرضوض؛ ولو أسعدني الحظ فلم أقع لحوَّل أولئك الناس تعجبهم ودهشتهم إلى إعجاب بفضلي , وإقرار بعلمي , وكان مديحهم لي وثناؤهم على جراءَتي وخبرتي بدلاً من الانتقاد والتأنيب اللذين وجهوهما إليَّ! أو لم يقولوا علناً على أثر إصابتي تلك إنني حصدت ما زرعت , ولقيت ما سعيت إليه؟؟ قلت مراراً عديدة من قبل , وأنا أكرّر اليوم ما قلتهُ بالأمس أن الطيران ليس بأعظم خطراً من سواه بين أنواع الرياضيات البدنية والاختراعات المعدة لها. وإذا جازلي أن أتباهي بكوني أول امرأة لامست