للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المضادَّة فرأوا أن الخير كل الخير في اللذات وإنالة النفس كل ما تشتهيه. وكذلك لا يعجب من قد وصفنا حظه من الإطلاع لأَقوام يبكون , لكثرة ما يضحك الناس , وآخرين يضحكون من كثرة ما يبكون , فسبحان من خلق بين هؤلاء البشر جذور الائتلاف والاختلاف , وجعل هذا التباين في الأفكار , آيةً خالدة قاضية بمزيد التبصر والاعتبار.

عبد الحميد الزهراوي

[الحب]

بين شوقي ووليّ الدين

تراءَت لهُ على مستشرف حجرتها صبحاً , حين لم يلقِ عن أعطافهِ ثيابَ الكرى , والصبحُ كبسمةِ الرضي على الثغر الألمى , والروضُ كالأمل الغضّ في الفؤاد الفتيّ. فلمَّا اعتدلت في نظرهِ جانست محاسنُها محاسن الوجد بين الروحين على أجنحة الزفرات تبعثُ حنيناً وأنيناً وهياماً شديداً؛ فذلك حيث يقول شاعر الشرق شوقي بك:

نظرةٌ. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ثم توالى كرورُ الإصباح , وكما تكبُر الأجسادُ تكبُر الأرواح , وكما تكبُر الصبابات؛ واللواعجُ ثمارٌ تُسقي مغارسُها بالدموع , والسبابُ خضبُ تنضج به اللواعجُ , ونسائم السَحر تُغري الأشواق ,

<<  <  ج: ص:  >  >>