الاعتقاد بالمقدّر من أهمّ الاعتقادات التي أثرت في حياة البشر في الأعصر الغابرة. وهو لا يزال متملكاً على أفكار أبناء اليوم وأن اختلفت كيفية اعتقادهم باختلاف مذاهبهم وآرائهم في عواقب الإنسان. وتقسم هذه المذاهب إلى ثلاثة أقسام: المادّيون والقائلون بمذهب جمع الكائنات (الوهية العالم)
والروحيون فالماديون يعتقدون أن الإنسان ليس إلاَّ مجموع أجزاء كيماوية تنحلُّ بالموت ثم تتفرَّق دقائقها , وتنضم إلى أجرام أخرى فتصير لها ومنها. وعندهم أن لكل واحدٍ من البشر أن ينتقي لحياته غاية ترمي إليها أغراضه , وتطمح للوصول إليها أفكاره , وتوقف عليها أتعابه وآماله. أما قيمة الحياة فمتعلّقة بفضل صاحبها , وهي تقاس بما تجلبه على العالم من الخير - أو الشر؛ ولا يعبّر عنها عند الماديين إلاَّ باللذة والألم. العلم الوضعي يحسب كل ما يراه ظواهر طبيعية ونتائج حركات آليَّة تتشابه كلها في نظره , فلا تفرق ماهيّتها إلاَّ بواسطة الحسّ , فيسمي المادّيون ما يسرُّهم خيراً , ويدعون ما يؤلمهم شراًّ؛ وهم مع ذلك يؤثرون - نظرياً - خير المجموع على خير الفرد أما القائلون بالوهية العالم فيعتقدون أن كل جرمٍ من أجرام الخليقة هو شكل بارز عن الجوهر الإلهي المنتشر في طبقات الكون , وأن الروح بعد انفصالها عن الجسد تعود إلى ذلك الجوهر العظيم كما يعود