إن الحوادث الجارية في إسبانيا، والثورة التي قامت في البرتغال فقلبت الملكية وأحلت محلها الجمهورية، لفتت الأبصار إلى تلك الأنحاء فأحببنا أن نخصص هذا الباب من المجلة بتلك البلاد وهي معروفة عند العرب بالأندلس، وقد سادوا فيها مدة طويلة وذكرها يملأ كتبهم.
قال أبو عبيد البكري في وصفها:
الأندلس شامية في طيبها وهوائها، يمانية في اعتدالها واستوائها، هندية في عطرها وزكائها، أهوازية في عظم جبالها، صينية في جواهر معادنها، عدنية في منافع سهولها.
وقال أحد الشعراء:
يا أهل أندلس لله دركم ... ماء وظل وأشجار وأنهار
ما جنة الخلد إلا في دياركم ... ولو تخيرت هذا كنت أختار
لا تختشوا أن تروا من بعدها سقراً ... فليس تدخل بعد الجنة النار
وقد فتح العرب الأندلس على يد طارق وطريف ومولاهما الأمير موسى بن نصير وكان ذلك سنة ٧١١م.
وإلى طارق ينسب جبل طارق الذي يعرفه العامة بجبل الفتح في قبلة الجزيرة الخضراء. . . واحتل طارق بالجبل المنسوب إليه يوم الاثنين لخمس خلون من رجب سنة اثنين وتسعين في ١٢ ألفاً. . . وخرج من