للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجبل واقتحم بسيط البلد شاناً للغارة، وأصاب عجوزاً من الجزيرة فقالت له في بعض قولها أنه كان لها زوج عالم بالحدثان، فكان يحدثهم عن أمير سيدخل إلى بلدهم هذا، فيغلب عليه. ويصف من نعته أنه ضخم الهامة - وأنت كذلك - ومنها أن في كتفه شامة عليها شعر، فإن كانت فيك فأنت هو. . . فكشف ثوبه فإذا بالشامة في كتفه على ما ذكرت، فاستبشر بذلك ومن معه. . .

وقد دونت العرب في كتبها الخطبة التي ألقاها طارق بن زياد لما بلغه دنو ردوريغ - أو لذريق كما يسميه العرب - وهي من أبلغ ما خطب به قائد أمام جنوده، قال وكان على ما يروى قد أحرق المراكب التي أقلت عساكره لئلا تحدثهم النفس بالعودة إلى الأوطان:

أيها الناس، أين المفر؟ البحر من ورائكم، والعدو من أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر. واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام. وقد استقبلكم عدوكم بجيشه. وأسلحته وأقواته موفورة، وأنتم لا وزر لكم إلا سيوفكم، ولا أقوات إلا ما تستخلصونه من أيدي عدوكم، وإن امتدت بكم الأيام على افتقاركم ول تنجزوا لكم أمراً، ذهب ريحكم وتعوضت القلوب من رعبها منكم الجرأة عليكم. فادفعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم بمناجزة هذه الطاغية. فقد ألقت به إليكم مدينته الحصينة وإن انتهاز الفرصة فيه لممكن إن سمحتم لأنفسكم بالموت. وإني لم أحذركم أمراً أنا عنه بنجوة، ولا حملتكم على خطة أرخص

<<  <  ج: ص:  >  >>