متاع فيها النفوس. ابدأ بنفسي. واعلموا أنكم إن صبرتم على الأشق قليلاً، استمتعتم بالأرفه الألذ طويلاً، فلا ترغبوا بأنفسكم عن نفسي عما حظكم فيه بأوفر من حظي. وقد بلغكم ما أنشأت هذه الجزيرة من الخيرات العميمة. . . وقد انتخبكم الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين من الأبطال عرباناً ورضيكم لملوك هذه الجزيرة أصهاراً وأختاناً، ثقة منه بارتياحكم للطعان، واستماحكم بمجالدة الأبطال والفرسان. . . والله تعالى ولي أنجادكم على ما يكون لكم ذكراً في الدارين. . . واعلموا أني أول مجيب إلى ما دعوتكم إليه، وإني عند ملتقى الجمعين حامل بنفسي على طاغية القوم لذريق فقاتله إن شاء الله. . . فاحملوا معي، فإن هلكت بعده فقد كفيتم أمره وإن هلكت قبل وصولي إليه فاخلفوني في عظيمتي هذه واحملوا بأنفسكم عليه، واكتفوا الهم من فتح هذه الجزيرة بقتله. . .
وظلت الأندلس تحت سيادة العرب ثمانية قرون (٧١١ إلى ١٤٩٢) فتغلب عليهم الملك فردينان. ولما خرجت الأندلس من يد العرب قال أبو البقاء صالح بن شريف الرندي قصيدته المشهورة، منها:
لكل شيء إذا ما تم نقصان ... فلا يغر بطيب العيش إنسان
دهى الجزيرة أمر لا عزاء له ... هوى له أحد وانهد ثهلان
فاسأل بلنسية ما شأن مرسية ... وأين شاطبة أم أين جيان
وأين قرطبة دار العلوم فكم ... من عالم قد سما فيها له شان
وأين حمص وما تحويه من نزه ... ونهرها العذب فياض وملآن
تلك المصيبة أنست ما تقدمها ... وما لها مع طول الدهر نسيان