أنت تهلمم بي , أيها النهر , فخذني معك بعيداً عن الحياة وضوضائها خذني معك. . . لكن , ما هي نسبتي إليك؟
أنت مجموع سوائل لا وجدان لها , ولا قلب يخفق بين أجزائها.
وأنا. . . أنا شئءٌ آخر. أنت لغز بين البحار والآفاق , وأنا لغز بين الحياة واللانهاية. أنا أعرف إني لا أفهمك , وأشعر بجهل الإنسان وشقائهِ , أما أنت. . . مالنا ولك؟
سيري , أيتها المياه , سيري واتركيني. أسقي النباتات والأعشاب , ضعي لآلئ في أفمام الورود , رطّبي صدر الأرض الملتهب , ترنمي في وحدة الوادي , اسردي حكايتك التي لا تنتهي , اندبي , هللي , اصرخي , اهمسي , انشدي , أنحبي , اطربي , احزني. كل هذا ننسبه إليكِ نحن أبناء الطرب والكآبة
سيري , أيتها المياه , ودعيني ابكي. لقد تلبَّد جوّ فكري بالغيوم القاتمة. وقلبي - ما لكِ ولهُ! - منفرد حزين. . . .
مي
الشكوكيُّون
ليس شيء من أمور الدنيا إلاّ وهو معرَّض للشك حتى قال بعض الفلاسفة: إن كل شيء يقبل الشك حتى قولي هذا: إن كل شيء يقبل الشك ومن بين الفلاسفة طائفة يعرفون بأهل الشكوك يشكون في كل شيء حتى في وجود ذواتهم
محمد المويلمي