للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنهرَ الصفا! جئتك تعبة الروح والجسد معاً.

قرأت خلاصة الأحوال الحاضرة فدوت في جوانب مخيلتي أصوات المدافع , وتمثلت لناظري صوَر الحرب المريعة. ثم قصدت الاجتماعات فملأ أذني ضجيجها التافه. وضجرت نفسي من معانيها السطحية - إن لم تكن خبيثة. عجبت من بلاهة الإنسان ومن ركاكة أمياله وفتور همته. إذ ذاك سمعت اسمك الموسيقي فأحببته لأن فيهِ جمالاً وعذوبةً وسلاماً. لقد أحرقت قدميَّ الرمال الحارة , ومزَّقت يدي أشواك الحياة , فجئت إليك لاستخلص من أعشابك بلسمّاً لجروحي. تعلَّقَ بأهدابي غبارُ المادة محاولاً إخفاء الجمال المعنوي عن عينيَّ , فأتيت لأغسل أهدابي بمياهك المقدسة.

جئت لأرطب يديَّ وعينيَّ برضا بك العذب

ثقل فؤادي عليَّ , فأسرعتُ لأبعث به معك إلى روح البحر العظيم الذي يناديك إليهِ من عمق أعماق زرقتهِ البعيدة

أنت ابن الغيوم , وألعوبة الحرارة الهوائية , وضحكة المادة الدائمة , وقهقهة الجوّ بين

الهضاب والأدوية. أنت قبلة الشمس للبحر. أنت أنشودة الجبل في الوادي. أنت الروح الصغيرة المسرعة إلى أحضان الروح الكبيرة

أنت جميل كأسرار الجنان. عذب كنظرات الولهان

وفي اسمك ألوان وألحان

<<  <  ج: ص:  >  >>