للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[في رياض الشعر]

لو يُفيد اللهف

لما نكبت الأستانة في العام الماضي بحريقها تألفت في مصر لجنة لجمع الإعانات للمنكوبين , وأنفذت ولي الدين بك يكن إلى حضرة السريّ الأمثل الخواجة حبيب لطف الله. فوفد بينهما معرفة من قبل. حدثنا ولي الدين قال: تلقَّائي ذلك الشيخ الجليل على الرحب والسعة وأدناني منهُ. ثم أعلمتهُ بحاجتي فانبسط لها نفسه وجاد بخمسين جنيهاً مرتاحاً إلى تلك الغاية النبيلة فأبقت هذه المقابلة أثراً طيباً في نفس الشاعر حتى إذا فجع الخواجة لطف الله بزوجتهِ في الشهر الماضي , رثاها بالأبيات الآتية وإنما يذكر الإنسان بحسناته:

بكتكِ عيونُ العلى ... وناح عليكِ الشرَفْ

لحى الله هذا الرَّدى ... فأيَّ الشموس كسفْ

أيعلم ماذا جنى ... أيعرفُ ماذا اقترفْ؟

ألا تلفتْ مهجةٌ ... حمتْ مُهجاً من تَلفْ

ألا جلَّ فيها الأسى ... ألا عمَّ فيها الأسفْ

بكى الناس جوداً مضى ... وكان يحاكي السَّرَفْ

تُكتّمهُ جُهدّها ... ويعرفهُ من عَرَفْ

بهِ كَلفتْ دهرَها ... فزادَ ونعم الكلفْ

تواضعُ في عزِّها ... وأرابُها في صَلفْ

وما حلَّ لطف الإل ... هـ ذا القلب إلاَّ لَطَفْ

فكمْ لبكيٍّ رثى ... وكم لأسيٍّ عطفْ

لقد شِرُفِتْ بالسَّلَفْ ... وقد شرُفَتْ بالخلَفْ

<<  <  ج: ص:  >  >>