كان لي كنار صغير أحببته بكل ما في فؤادي من الحب. دنوت من قفصه في صباح ذات يوم فوجدته ميتاً فبكيته وندبته
مي
ما أسرع ما تتمزق أثواب الورود , وما أتعس القلوب الشديدة التأثر! يمرّ النسيم العليل على الأزهار النضرة فتتمزق بوطئه اللطيف أثوابها وتنتثر وريقاتها. هكذا يكفي لاستمطار العبرات أن يلامس الألم بأطراف بنانه أثير الروح الموحدة. وما الدموع الهاطلة من الأجفان إلاّض حصرات قديمة كامنة في طيات الفؤاد , أوقدت شعلتها يد سوداء - يد الكذب ولافتراء , زاد الانفراد والتأمل في اشتعالها. من الرجال من يكتفون بالوهاجة والمجد والفخر , ومن النساء من لا يفهمنَ الحياة إلا بالزينة والغنى وارتفاع القدر. أما أنا فلا هذه العطايا تغرّني , ولا تلك المواهب تستهويني شي واحد في نظري وهو ما يشترك في نظري وهو ما يشترك في تركيبه قسم كبير من الفكر وقسم أكبر من القلب. شيء واحد يبنه إعجابي , وهو ما كان مترفعاً عن الصغائر والدنايا - هو زهرة نادرة المثال غرستها يد الوفاء في حدائق الإخلاص الصافي , شمس الذكاء والمعرفة تحييها , ومياه العواطف السامية العذبة تسقيها. ما أتعس القلب الحساس وما ألينه لاستحكام الجروح في ثنياته!!