وكان نبتون إله البحر , يٌعدّ سفينة لنقل جليات إلى جزيرة القديسة هيلانة. وتنفّست أرامل أوربا , لأن الله نهض لينتقم لدماء أزواجهنّ , ويلجم ذلك التنّين! , أما نابوليون فظلَّ يحلم. رأى كل شيء , ما عدا ألبا وواترلو وضاع عليه في الخارطة موقع القديسة هيلانة. لو درى بها يومئذٍ , لأخسفها في قعر البحر , وجعل من عليها أكلاً للتنانين العظام. ولكن لويائان كان يحرسها ويدفع عنها صدمات الجبار. ولما سقط ذلك النسر , أقلته السفينة إلى الباستيل المعدّ له واعتقله بين أزرقين - ماءٍ وسماء. وتنفست أوربّا , لأن حملاً ثقيلاً أُزيح عن صدرها؛ وأصبحت صروح اللوفر والويلري تصفر فيها الريح.
هوذا اليوم يرقد زقدته الأبدية - عظيماً في موته كما في حياته - والنفس تتهيّب الأسد ولو كان جثة هامدة. ألا نمْ يا صاحب الجبروت! لقد أحسنت بموتك إلى العالم , فهل كفّرت عن ذنوبك إلى الله؟ أنت تطلب المجد حتى في القبر؛ لذلك تنام في حفرةٍ عميقة حتى يكون كل من ينظر إليك حاني الرأس:
أنت في حفرةٍ ترى القوم حولي ... ها خشوعاً فكيف لو كنت حيَّا
ليت شعري وقد نزلت برمسٍ ... من لُملك الدنيا تركتَ وصيَّا
فسلم عليك يوم طواك ال ... قبر ميتاً ويوم تُبْعَث حيَّا