بعض أطوارها: هي الحاكمة أو المحكومة، والملاك أو الشيطان، والزهرة أو الشوكة، والعسل أو الحنظل، والابتسامة أو الدمعة. . . النساء نصف الجنس البشري تقريباً فالبحث في شؤونهن واجب على كل مفكر. أردف فارس أفندي رسالته برواية. والرسالة والرواية متساويتان من حيث الأفكار المسبوكة بألطف قالب شعري. لم أقرأ للشاب شعراً - وأقوال الشاب لأن صورته في صدر كتابه تدل على نضارة العمر - وأعتقد أنه يجيده لأنه في نثره سامي الخيال جميل التصور رقيق الشعور. بل هو يقول عن نفسه لأنه لا ينظر إلى الحياة إلا من وجه الشعور والعواطف. وقد يتعب القارئ في قراءاته لتراكم الصور والاستعارات ويمل أحياناً من وحدة السياق سيما والكتاب لم يقسم إلى أبواب بل هو أنة واحدة صعدت من صدر الكاتب دفعة واحدة ولم تته إلا في آخر
سطر وذلك يدل على غزارة مادة وقوة عارضة. فعلى صاحب هذه الصفات الثمينة أن يعرف كيف يستفيد منها. . . لم يحاول صاحب النجوى أن يكسر سلاسل الأسير بل أراد أن يعلمه كيف يحرك قيوده لتسمعه رنيناً مطرباً وقد حقق ما قال. ولكن هل هنّ يا ترى كثيرات النساء اللواتي قرأن هذا السِفر المكتوب لهن؟
وكما أن الجدال شديد حول النسائيات في عصرنا هذا فإن الحرب قائمة بين الروحيين والماديين. وكل فريق يعمل على تأييد مذهبه، وتفنيد مذاهب خصمه بالقلم واللسان. وقد نزل إلى هذا الميدان سيادة الحبر الجليل العلامة كيريوس بولس أبي مراد متروبوليت دمياط النائب