هانوفر المعروفة باسم برنزويك. فرأينا بهذه المناسبة ذكر لمحة تاريخية عن هذا الحادث الذي علَّقت عليهِ الصحف أهمية كبرى فنقول: لا يخفي أنَّ إمبراطورية ألمانيا الحالية حديثة العهد , نادى بها المتحالفون الألمان وقت سكرهم بخمرة الانتصار على فرنسا , وهم مجتمعون في قصر فرسايل في بداية سنة ١٨٧١ وحيَّوا كبيرهم وعميدهم ملك بروسيا بلقب إمبراطور ألمانيا , وذلك انتقاماً لشعوبهم من الفرنسويين إذ كان نابوليون الأوَّل قد ألغى بمعاهدة برسبورغ لقب إمبراطور ألمانيا وذلك في أواخر سنة ١٨٠٥. وكانت إمبراطورية ألمانيا الأولى التي ألغاها نابوليون قد تأسَّست سنة ٩٦٢ ميلادية وقد أكملت ترتيب نظامها الأساسي والإداري في أواسط القرن الرابع عشر فكان يرئسها إمبراطورٌ كاثوليكي المذهب تعترف له الشعوب المسيحية الغريبة بميراث ملوك الغرب الرومانيين. وكان ينتخبهُ سبعة أمراء ألمان: أربعة من العلمانيين , وثلاثة من علية الاكليروس. وكان يطلق على كل من هؤلاء الأمراء السبعة لقب المنتخِب , ولكن لما ظهرت الانقسامات الدينية منذ بداية القرن السادس عشر , وكثرت لما ظهرت الانقسامات الدينية منذ بداية
القرن السادس عشر , وكثرت الاضطرابات والحروب والمداخلات الأجنبية , أصبحت سلطة الإمبراطور وهمية وشرفية أكثر مما هي فعلية؛ وصار كلُّ واحدٍ من الأمراءِ يعتبر ذاته مستقلاًّ , حتى أنه لما حدثت الثورة الفرنسوية , كان في الأراضي المعروفة باسم الإمبراطورية الألمانية ما لا يقلُّ عن ٣٥٠ مملكة وإمارة ودوقية ومدنية حرّة تدّعي كل منها الاستقلال التامّ. وكانت تقسم إلى ثلاث طبقات.