المجرمين الذين ماتوا بسيف الأحكام. ولو أن عدل البشر قضى على الكل لما بقي مجالٌ للحرب ولكنها لا تطول إلاَّ عدداً نزراً لعلّها تهمله في أكثر الأحايين وهي لا تدري أن إنسانيتها الفظيعة تدعو إلى لزومية الحرب. الأرض لا تصرخ عبثاً. هذه الحرب قد أنقذت نارها وتطاير شرارها فإذا بالإنسان قد تناوله غضبٌ إلهي بعيدٌ عن الحقد والغضب البشري فمشى إلى ساحة القتال لا يدري ماذا يفعل ولا ماذا يريد. وهنا اللغزُ المعقَّد. إذ أن الذي يفعله الآن مباين لطبيعته ولكنهُ يفعله مستلذاً مطيعاً. ألا ترون أن الإنسان في ساحة الوغى لا يعصى لكبيره أمراً. هل حدَّثنا التاريخ أن جنوداً شقوا على قائدهم عصا الطاعة ولو كان ذلك القائد من أكبر شرَّاب الدماء والقوم الظالمين. لا شيء يقف في سبيل تلك القوة التي تدفع الإنسان إلى الحرب فيصبح قائلاً وهو بريء لأنهُ آلة تسيّرُها يدٌ رهيبة فيقع في المهواة التي احتفرها لنفسه قائلاً مقتولا وهو لا يشكّ أنه هو الذي صنع الموت. . . وهكذا تنفذ تلك الشريعة الهائلة في الحشرات وفي الإنسان وتبقى الأرض هيكلاً عظيماً لا تفتر إراقة الدماء على مذبحهِ بلا رحمة ولا شفقة منذ البدء إلى انقضاء العالم وموت الموت. . .
خليل شيبوب
المغفرة دليلُ عدم الاهتمام والاكتراث. إذا وُجد الحب الحقيقي يجب أن لا توجد المغفرة.