قلبي يحس وهذه عيني ترى ... ما حيلتي فيما يحس وما يرى
إن تصبري عني فقلبك هكذا ... أما أنا فأخاف أن لا أصبرا
ولي الدين يكن
الحنين إلى مصر
لخير بلادي لا لنفسي اكتب ... وفي الله لا في المال والجاه أرغب
ولست مبيحاً للدنايا طويتي ... فلا ينثني عزمي ولا أتقلب
أحب بلادي والعدا يعذلونني ... وكل محب بالعواذل متعب
بلاد يروق الخلد خضر مروجها ... وترنو لها حور الجنان وتعجب
ويحسد نهر الكوثر العذب نيلها ... وقد راح في أعطافها يتصبب
وما فارقتها النفس كارهة لها ... بلى كل شيء في بلادي محبب
فها أنا للسودان من مصر عائد ... وروحي لمصر من دمي تتسرب
فيا عجباً للنيل يجري بجانبي ... ونفسي على أيامه تتلهب
فيا نيل بلغها سلامي وقل لها ... على العهد ذاك النازح المتغيب
فلو أن ماء النيل مازج أدمعي ... لما كان يحلو في الشفاه ويعذب
* * *
فكم مجلس لي بالجزيرة شائق ... هو الخلد أو خلد على الأرض يطلب
تظلله الأدواح والطير فوقها ... تبوح بأسرار الغرام وتعرب
تحف به الأزهار من كل جانب ... وألوانها تملي علي وأكتب
فأخضر فينان وأبيض ناصع ... وأحمر مرجان وأصفر مذهب