للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن الأب كابون لم يكن ديموقرطياً ولا اشتراكياً فوضوياً ولا حراً متطرفاً بل كان للفلاحين كما كان تولستوي للإشراف. كلاهما تولستوي وكابون مؤمن بالقوة المبدعة، وكلاهما ينظر للعالم نظر الآسف المتحسر ويعد بذل النفس في سبيل فكر سامٍ شريف ومبدأ قويم منتهى ما يتطلبه البقاء الإنساني.

الأب كابون كتولستوي له اعتقاد ثابت في القوة الأدبية المودعة في الإنسان وفي قوة نفسه الخالدة.

الله والإنسان هما في نظر الفلاح الروسي تقريباً على التوازي وهذا هو السبب في عدم وجود شيء يصعب على الروسي العقلي القيام به. وهذا الاعتقاد يشمل عموم العقليين في البلاد الروسية ولكن معظم هذا الاعتقاد أو هذا العلم علم النفس يظهر باجلى وضوح في حياة بطلي روسيا في هذا العصر. وهاتان الطبيعتان تقصد بذلك تولستوي وكابون مع تشابههما تمام التشابه تظهران لتعمل كل واحدة ما يغاير الأخرى في ذات البيئة والظروف

كلتاهما تطلب راحة الشعب ورفاهيته الراضخ. ولكن بينما نرى الفيلسوف تولستوي يحض الناس على نبذ التباغض وأبطال الحروب والرجوع إلى الطبيعة فيحفظ كل حقه لذاته، نرى الأب كابون يحثهم على العمل والدأب، ويدعوهم باسم الله الأزل للحياة والعمل، ويأمرهم بطلب حقوقهم الموهوبة من القوة المبدعة ولو آل ذلك لامتشاق الحسام وخوض غمرات الحرب والصدام. أما النتيجة

<<  <  ج: ص:  >  >>