للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النحر والبطن والساقان. وكان بعضُهنَّ يرقصنَ قبيحة , وفي أيديهنَّ الدفوف والصاجات وروى بعضُ المؤرخين أن المصريين تعلموا رقصَ البطن من الفرس , عندما أتوا إلى مصر فاتحين. فأتقنتهُ نساؤهم , وبرعنَ في حركاتهِ وسكناتهِ , ولبثت الراقصاتُ موضعاً لاحترام العامَّة والخاصَّة , حتى فت المسلمونَ مصر , فدالت دولة الرقص. كما قضي على غيرها من فنون قدماء المصريين وعاداتهم. ثم دبّت روح الحياة في مصر في منتصف القرن الماضي. ووجد من سعى إلى ترقية الآداب والفنون. فنهضت الموسيقي , وارتقى الغناءُ , وترعرع النثر والنظم. أما الرقص فبقيَ مهملاً , لأن أبناءَ البلاد منعتهم أحكام الدين والعرف والعادات عن أن يقتبسوا عن الإفرنج الرقص الذي يشترك فيهِ الجنسان اللطيف والنشيط معاً. بل كانوا يرون أنَّ مجرَّد النظر إلى راقصةٍ أمرٌ لا تجيزهُ الآداب. وكاد فن الرقص يُصبح نسياً منسيّاً لولا نسوةٌ من أهالي الصعيد أَتقنَّهُ بعض الإتقان , ولكنهنَّ لم يكنّ يرقصن جهراً في الأندية أو المراسح خوفاً من الحكومة. وكان بعض التراجمة والأدلاءِ يقودون السائحين إلى بعض مواخير في القاهرة , فترقصُ النسوة أمامهم بتهتُّك شائنٍ , وحركاتٍ معيبة؛ بل كان بعضهنَّ يرقصنَ عارياتٍ , فيخرج السائحون ساخطين على مصر ورقصها , ويكتبون عن الرقص المصريّ قادحين , بناءً على ما شاهدوا بعيونهم من الأمور التي لا ترضاها أحطُّ طبقات الأمم المتوحشة , وكانت

<<  <  ج: ص:  >  >>