والاجتماعية، أدفعه إلى قراء هذه المجلة بسيط العبارة خالياً من كل ما ينمق به الكتاب مقالاتهم من زخرفة في الكلام وإبداع في الأفكار ملتزماً فيه شروط التقرير فلا ينتظرن القارئ مني سوى ذلك في مثل هذا البيان.
قد يكون غيري سبقني إلى طرق هذا الباب إلا أنني على يقين أنه اقتصر في البحث على أحسن الوجهين لأحد أمرين: إما ليقال انه عاشر علية القوم ووقف على مدينتهم ورقيهم، فيلصق بذهن القارئ أن الكاتب أصبح أرقى منه قبلاً وربما كان أرقى من القارئ أيضاً وهذا أجل عنه الأديب؛ وأما ليك يوقف قومه على مبلغ الفرق بينهم وبين من هم أرسخ منهم قدماً في المدنية مؤملاً أن وراء ما يسطره لهم مدرجة إلى إصلاح الحال. وهذا ما ينزع إليه بعض الكتاب. أما كاتب هذه السطور فلم ير لسوء حظه ما يدعى مدنية حقيقية في تلك الأصقاع القصية وكل ما رآه طلاء خارجي ناصع ينطوي تحته ما ينطوي تحت طلاء القبور.
* * *
إذا كان المقصود من المدنية وفرة المتمثلات والملاهي وكثرة المراقص والملاعب وتسهيل أسباب المعيشة وتكثير موارد الارتزاق لمريدي العمل ونهضة في العقول والهمم وغزارة في العلم، كانت الولايات المتحدة أعظم الأمم شأناً وأعلاها منزلة في معارج المدنية. أما
وقد شاء واضعو مفردات اللغات أن يكون بين ما يضعونه كلمات مثل الخلاعة واللهو والقصف