فيدمي، ويدمي فيقتل. فالموت لا محالة عقبى المصاب به ولكنه موت بأشد ألم، وأفظع عذاب
سمي دمُ دُم فكان الاسم دليلاً على مسماه. أو ليس في اشتباك هاتين اللفظتين معنى من الهول والرعب؟ دم دم اسم لبلد في الهند على بضعة أميال من كلكوتا. قاتل أهله الإنجليز في حروب هؤلاء مع الهنود فقاتلهم الإنكليز بهذا النوع من الرصاص. الإنكليز كانوا أول من استعمله وأهالي دم دم أول من اعترض عليه. حتى إذا بلغت شكوى الدم دميين إلى مسامع الأوروبيين، وعرف أبناء المدنية الحديثة ما يأتيه فريق من إخوانهم من ضروب القساوة في الحرب، عنيت ما كان يفعله الإنجليز في قتال الهنود، قام رسل الإنسانية بينهم فأيدوا شكوى أهالي الهند. وخافت الدول أن يعم استعمال هذا الرصاص في الحرب - وهي لا تأمن شرها في أوروبا - فاتفقت على منعه إشفاقاً على أبنائها. غير أن هذا المنع إنما تناول الحروب التي قد تنتشب بين أبناء المدنية، ولم يشمل الحروب التي قد يشبها هؤلاء على الأقوام الذين أخرجهم حكم تلك المدنية من عداد بني الإنسان. كأن الأوروبي ذو لحم ودم وروح وكأن زنجي أفريقيا أو هندي جزر أوقيانيا وحش ضار تستحل حياته كما يستحل قتل الأفاعي والنمرة والذئاب. ذلك هو بعض رفق الإنسان بالإنسان وعطف البشر على البشر. ولما كثر ترديد الألسنة للفظة دم دم في خلال المفاوضات التي دارت بشأن ذلك الرصاص، ولاكتها ألسنة القوم في ذلك العهد فكان يقال مثلاً: الرصاص الذي أطلقه الإنكليز في دم دم