الكتب التي يعربها من حين إلى آخر فهي خير من أكثر ما يترجمه كتابنا في هذه الأيام.
وقد تولى طبع ونشر هذه الكتب حضرة نجيب أفندي متري صاحب مطبعة المعارف ومكتبتها. وهي مأثرة له نضيفها إلى مآثره العديدة في خدمة العلم والأدب بما تنشره مطبعته من المؤلفات النفيسة.
كتاب البنين - وهو كتاب كان لظهوره في فرنسا منذ بضع سنين تأثير كبير، فإن واضعه رجل قد خبر الشؤون الاجتماعية وحركة الأفكار العصرية فكان له في أمته التي ترأس مجلس نوابها شأن يذكر بالثناء، وليس اسمه بالمجهول لدى أبناء الشرق، عنينا به مسيو بول دومر الخطيب البليغ والكاتب المفكر. أما كتابه هذا فقد تناول جميع المسائل التي يهم الفتيان الاطلاع عليها والبحث فيه ابعد خروجهم من المدرسة. فكتب وأجاد في الإرادة والواجب والإقدام والعدل والإخاء والحرية والتسامح والمحبة والزواج والديمقراطية والدستور والمساواة والوطنية والتعليم والتعاون والأمة والحرب إلى غير ذلك من الأبحاث
التي تشغل خاطر المفكرين. وأراد المؤلف أن يدرس هذه المسائل الخطيرة درساً خاصاً بالناشئة التي أدركت أول مراحل الرجولة، فجاء كتابه من خير ما كتب في هذا الموضوع الجليل ولما كانت أممنا الشرقية في مطلع نهضة فكرية من هذا القبيل كان مثل هذا الكتاب من أحسن ما يقدم لها ويهدى إليها هذا ما رآه حضرة الكاتب الأديب عبد الغني أفندي