هناك جنود وجوهها كلون الحديد وعمائمها من نسج الحرير ويرى بين قواد جيشه أمراء الهند تسحب المطارف الفضفاضة المثقلة بالدر الثمين والجواهر الغالية، فيقف أمام الأصنام الهائلة العاقدة زنودها فوق رؤوسها ويسألها عما خبأه له الغيب، فتجيبه عما سأل في الزمن الغابر
أبا الهول أيام وقف أمامه في مصر مفكراً متكئاً على سيفه المحدب وأبو الهول لم يجبه ببنت شفة
إمبراطور المغرب! سلطان المشرق!
إنه لا يريد أن ينحت على رخام قبره غير هذين اللقبين
غير أن هناك عقبة كؤوداً وهي روسيا العظيمة ولكنه إذا لم يتوفق إلى مصادقة الإسكندر فإنه يقهره ويكسر شوكته.
ثم انبرت يد نابليون البيضاء تنبش الكتب الضخمة والتقاويم العديدة باحثة عن عدد الجيش اللجب الذي يلتف حول قيصر الروس بوجه التقريب.
نعم نعم إنه سيدحر ذلك الجبار الغاشم ويجره مع من يجر من أتباعه وحلفائه ووراءهم الفرسان المتوحشة تؤم المشرق لتغزوه.
إمبراطور المغرب! سلطان المشرق!
ما كان تحقيق هذا المشروع ليصعب على ذكائه ودهائه. وإذا توطدت قدمه في تلك البلاد واستتب الأمر طبق رغباته فلن ينقسم ملكه من بعده فيفرق على كبار القواد، كما انقسم ملك إسكندر المقدوني. لأنه قد ولد لنابليون منذ عشرين آذار ولد هو وارث مجده وسلطانه.
فتبسم ثغر الإمبراطور بسمة واضحة حين افتكر بالطفل النائم بجواره في ذلك القصر الهامد. ثم رفع رأسه بغتة بحرة فجائية وأنصت. . .
إن الغرفة مقفلة وأستار النوافذ الغليظة مرخية فمن أين جاء هذا الزنين الغريب العميق كأن النحل الذهبي المعلق على الديباج قد دبت فيه الحياة فطار وأخذ بالزمزمة. ثم ازداد الإمبراطور إصغاء فتبين له في ثنايا تلك الضجة انه يسمع قرع أجراس. آه. نعم. عيد الميلاد. . . . صلاة نصف الليل.