العذراء لأن إيناخوس والدها كان زعيماً للبربر حاملاً صولجاناً من قرن الوعل نحتته مدية من الصوان وأتغافل عن عليمه البيوسيانيين المساكين الفضلاء الرقص الخلاعي الذي كانت الباكانات يزاولنه وأتجاوز عن كل هفوة ارتكبها لأنه جاد على اليونان والعامل طراً بأثمن تعويذة أعني بها الحروف الهجائية الفينيقية الاثنين والعشرين وقد اشتقت من هذه الحروف الاثنين والعشرين جميع الحروف الهجائية في الدنيا ولا يجري في وهم الناس فكر على سطح البسيطة إلا وتحدده وتحفظه. فمن حروفك الهجائية يا قدموس الفاضل انبثق الخطان الإغريقي والإيطالي اللذان خرجت منهما جميع الخطوط الأوروباوية. ومن حروفك الهجائية أيضاً نشأت جميع الخطوط السامية من الأرمنية والعبرانية إلى السريانية والعربية وإن الحروف الهجائية الفينيقية نفسها أم للحروف الحميرية والحبشية وسائر الحروف الهجائية في آسيا الوسطى كالزند والبهلفي والحروف الهجائية الهندية المشتقة منها اللغة
الدفاناغارية وجميع الحروف الهجائية في آسيا الجنوبية. فسقياً له من غنى طائل ورعياً له من نجاح عام فلا يوجد الآن في جميع أصقاع المعمورة خط واحد غير مشتق من الخط القدموسي. وكل من يكتب كلمة واحدة في هذه الدنيا يعترف بفضل التجار الكنعانيين الأقدمين. وهذا الفكر يجعلني أسدي لك أوفر الشكر والاحترام يا حضرة السيد قدموس ولا أدري كيف أقدر هذه النعمة حق قدرها بقضائك ساعة من هذا الليل في غرفتي يا بعل قدموس يا مخترع الحروف الهجائية.