لدينا في السنة ١٢ مليون جلد يبلغ معدل الدخل من بيعها ألفي جنيه إنجليزي في اليوم. هذا من حيث الإيراد أما من حيث النفقات فإن العامل الذي يتقاضى أجرة يومية ٨ شلنات يقدر أن يسلخ ٥٠ قطة في اليوم. وهذا المشروع يحتاج إلى ألف عامل فيكون صافي الإيراد اليومي بعد دفع أجرة العمال ألف جنيه. بقيت مسألة تغذية هذه الحيوانات. وسنحلها بتربية الجرذان قرب القطط. ومن المعروف أن الجرذان تتناسل أربع مرات أكثر من القطط، فيكون عندنا أربعة جرذان لكل قطة وفي ذلك كفاية. أما الجرذان فنغذيها من جثث القطط بعد سلخها. وهكذا تأكل الجرذان القطط وتأكل القطط الجرذان ونأكل نحن الجلود - أعني الأرباح الناتجة من بيعها - وقدرها ألف جنيه في اليوم. فما قول أصحاب الرأسمال في هذا المشروع؟ هم يضحكون مني ومن مشروعي وأنا أضحك معهم. ولكن قد مرت أيام على القطر المصري كان يكفي فيها أن تتصور المخيلة مثل هذه الألاعيب المالية لتتسرب الأموال الطائلة إلى جيوب مخترعيها. وما العهد ببعيد. وما تفاليس اليوم إلا معلولات تلك العلل. .
قلب من ذهب
أهدى صديقي حسون الذي يعرفه قراء الزهور قلباً من ذهب إلى إحدى السيدات، وأرفق القلب بأبيات جميلة أطلعني عليها. هديته الذهبية كانت للسيدة؛ أما هديته الشعرية فإنها لها وللقراء، وهي: