إن المحبة تثبت مادام لونه ثابتاً. ومن عادات الانكليز أن يتبادلوا إهداء الخواتم في الأعراس. فادوردِ كلي أهدي إلى إحدى خادماته يوم زواجها خواتم قيمتها أربعة آلاف ليرة انكليزية. والأوربيون جميعهم يعتبرون خواتم الزيجة شديد الاعتبار. ومنهم من لا يحسبها ثابتة ما لم يكن فيها خاتم ذهب , كالارلنديين مثلاً , فالفقراء منهم يستأجرون خاتماً من أحد الصاغة لهذه الغاية. وعند بعضهم أن انكسار خاتم يدل على قرب أحد الزوجين
واختلف الناس في الإصبع التي يلبس فيها خاتم الزيجة والشائع اليوم حمله في بنصر اليد اليمنى قبل الزواج , وفي بنصر اليسرى بعده. ويقال أن سبب ذلك وجود وريد في هذه الإصبع يحمل الدم إلى القلب رأساً. وورد في كتاب الطقوس الدينية الرومانية أن الكاهن الإلهي. ثمَّ يرجعه إلى الزوج مشيراً بذلك إلى أنَّ الله قد ختم بهذا الحب على قلبهِ فلا ينفتح لحبٍ آخر , فيصبح بين يدي الزوج رمز المحبة المتبادلة , وضمانةً لارتباط قلبه بقلب
عروسهِ , ثمَّ يخرجه الزوج من إصبعهِ ويضعهُ في البنصر اليسرى من يد زوجتهِ. ثمَّ توسع بعضهم في معنى خاتم الزواج فرمز بهِ إلى دوام الصداقة , أو إلى دوام السلطان , أو إلى دوام العهود , وما شاكل ذلك. فكان ولا يزال بعض الانكليز يتبادلون الخواتم عندما يحلفون يمين الصداقة. وكان دوج البندقية في بحر الادرياتيك يوم خميس الصعود خاتماً ويقول: أيتها البحار إننا نتخذك زوجةً لنا إشارةً إلى تسلطنا عليك
فالخاتم الذي اختلفت أشكاله , وتنوعت رموزه , وتعددت معانيه بحسب اختلاف الشعوب والأزمنة , وتنوّع العادات وتعدّد الأغراضٍ , لا يزال إلى يومنا أوفر الحلي حظاً , وأكثرها نفعاً؛ يتختم بهِ الغنيُّ والفقير معاً وإنما الفرق أن الأول يتخذه من الذهب محلَّىً بالجواهر , والثاني يكتفي بأن يلبسه من نحاس أصفر