للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا ما تيسر من القول عن الخيام بمنتهى الإيجاز. أما رأينا في تعريب وديع أفندي البستاني فيحتوي بعض ملاحظات قليلة نرجو الصفح عنها من صديقنا المحبب الذي لا نشك في أن له من اسمه نصيباً وافراً إذ أن نقد الشيء فرع من تقديره وإبداء الملاحظات على أمر من الأمور معنى من احترامه. فأول ما نقوله عن هذه الترجمة أن المعرب خرج بالرباعيات عن شكلها الطبيعي فجعلها سباعيات والسباعيات ضرب الشعر العربي كما أن الرباعيات ضرب من ضروب الشعر العربي كما أن الرباعيات ضرب من ضروب الشعر الفارسي وقد أدى هذا بصديقنا الوديع البستاني إلى أن يقول في سبعة أسطر ما قاله الخيام في أربعة. ثم أنه قسم الرباعيات إلى نشيدين مقلداً في ذلك الطريقة اليونانية وبين الطريقتين الفرسية والإغريقي من التنافر ما بينهما لأن اليونان كانوا يقسمون قصائدهم الكبرى إلى أناشيد وكل نشيد يبين حالة من أحوال النفس أو فصلاً من فصول القصة

المروية كما هي الحال في الياذة هوميروس. ولكن شعر الخيام أن هو إلا صرخات نفس متألمة حائرة لا نشيداً تمجد فيه الحروب ولا الحياة ولا القوة. هذا من جهة الشكل أما من جهة الصياغة فإن فيها مآخذ شتى اضطر إليها وديع بعامل التعريب الحرفي كقوله: واضطراراً قد جئت هذي الديارا - وسأضطر للرحيل اضطرارا - واختياري أن استطعت اختيارا

على أن له حسنات كثيرة وله أعذار أكثر فإنه شاب لم يتألم وناقل عن لغة لم تكتب الرباعيات بها وكفاه فخراً أنهُ قام نحو الشعر الفارسي بما لم يقم بهِ فحول كتاب العربية من قبله وحبذا قوله في أول النشيد الثاني

<<  <  ج: ص:  >  >>