الناس يقبلون على تلك المجموعات ويثنون على صاحبها الثناء الطيب. ثمَّ سككت ذلك الشاعر منذ أكثر من سنتين فلم نسمع له صوتاً , ولا قرأنا له شعراً إلاّ في ما ندر. وطال هذا السكوت حتى كان الشهر الماضي فإذا نحن وبين أيدينا الجزء الأوَّل من كتاب ٍ جليل الفائدة , عظيم النفع فقلنا لقد صدقت الحكمة القائلة: إذا كان الكلام من فضَّة فالسكوت من ذهب ذلك الشاعر هو أبو السامي مصطفى صادق
الرافعي , وهذا الكتاب هو تاريخ آداب العرب
قال المؤلف في الكلام على نمط الكتاب وأبوابه: وقد جعلنا أبوابه اثني عشر باباً تنطوي على جملة المأثور , ويدور عليها التاريخ كما تدور السنة على عدة الشهور وهذه سياقتها بعد فصلين من التمهيد في تاريخ الأدب، وأصل العرب:
الباب الأوَّل: في تاريخ اللغة ونشأتها وتفرعها وما يتصل بذلك
الباب الثاني: في تاريخ الرواية ومشاهير الرواة
الباب الثالث: في منزلة القرآن الكريم من اللغة وإعجازه وتاريخه , وفي البلاغة النبويَّة ونسق الإعجاز فيها
الباب الرابع: في تاريخ الخطابة والأمثال جاهليةً وإسلاماً
الباب الخامس: في تاريخ الشعر العربي ومذاهبه والفنون المستحدثة منهُ
الباب السادس: في حقائق القصائد المعلقات ودرس شعرائها
الباب السابع: في أطوار الأدب العربي وتقلّب العصور بهِ وتاريخ أدب الأندلس إلى سقوطها ومصرع العربية فيها