للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها التضامن الإنساني , بل هي فريضة أوجبتها قوانين الاجتماع ونواميس العمران. والجار أولى بالشفعة , والأخ أحقُّ بالشفعة! أئذا كنا نشترك من صميم الفؤاد في تخفيف الكوارث التي حلّت بالأقوام البعيدين , في الأقطار النائية , أفيكون من شيِمَنِا أن لا نبالي بما ألمَّ بإخواننا في الشام , أولئك الذين كانوا آمنين مطمئنين , في مدينة هادئة ساكنة , وكانت قرائن الأحوال جميعها تدلّ على أنهُ {لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}؟ لغيرنا أن يحدّث نفسه بالرحمة في السرّ والنجوى. وأما نحن فقد

صفحت قلوبنا بالتألم والشكوى. فلا مندوحة لنا عن المجاهرة بما تكنُّهُ جوانحنا لإخواننا من حسن الانعطاف , الذي يميله التضامن عل كل من أوتيَ مثقال ذرّةٍ من الإنصاف. فإن القلوب إذا تواثبت في الصدور , بعثت النفوس إلى الجود بالموجود , وحركت الأيدي إلى إخراج المكنوز في الجيوب والبيوت , لتخفيف المصاب الذي دَهِمَ المساكين من أهل بيروت. {إن الله يحب العدل والإحسان}

سادتي!

لعلي أكون لسانكم الناطق , وترجمانكم الصادق , إذا قلت إنكم تتحدّثون الآن بشكر الأمير الجليل الذي دفعتهُ عواطفه البارّة بالإنسانية لجعل هذه الليلة الشريفة تحت رعايته العالية. أفليس هو الذي أوجد لجمعنا المحتشد الآن فرصةً جميلة للإعراب عنا في نفوسنا من معاني المرؤة العربية , ومن العطف على قوم هم لدينا من أعزّ الناس؟

فشكراً لك يا أخا العباس:

مولاي!

إن الذين تبارَوْا في إجابة دعوتك , واجتمعوا في هذه الساعة حول طلعتك , يتقدمون إلى ساحتك , وقلوبهم على أكفّهم , وأيديهم في الجيوب , ليبرهنوا على

<<  <  ج: ص:  >  >>