للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلادي لا يزال هواكِ مني ... كما كان الهوى قبل الفطام

أقبّل منك حيث رمى الأعادي ... رغاماً طاهراً دون الرغام

وأفدي كل جلمود فتيتٍ ... وهي بقنابل القوم اللثام

فكيف الشبلُ مختبطاً صريعاً ... على الغبراء مهشوم العظام

وكيف الطفل لم يُقتل لذنب ... وذات الخدر لم تُهتك لذام

لعمر المنصفين أبعد هذا ... يلام المستشيط على الملام

لحى الله المطامع حيث حلّت ... فتلك أشد آفات السلام

تشوب الماء وهو أغرُّ صافٍ ... وتمشي في المشارب بالسقام

أيُقتل آمن ويقال رفّهْ ... عليك فما حِمامك بالحمام

ستسعد بالذي يشقيك حالاً ... وتنعم بعد خسف بالحمام

فأما أن تعيش وأنت حرٌّ ... فذاك من التغالي في المرام

وأما أن تساهم في المعالي ... فطائشة بمرماك المرامي

مضى عهد يجار الجار فيه ... ويؤخذ للحلال من الحرام

وهذا العهد ميدان التباري ... بلا حدّ إلى كسب الحطام

مباح ما تشاء فخذه إمّا ... بحق الرأي أو حقّ الحسام

ولا تكرثْك نوحات الثكالى ... ولا شكوى ضميرك في الظلام

أساتذةَ المطامع ما ذكرتم ... هو الناموس يقدم وهو نام

فلا يضعفْ ضعيفٌ ... لناب الليث يصلح في الطعام

فهمنا مأخذ الجاني علينا ... وأعذار السواسية العظام

وأن بديل عصر كان فيه ... عجاف القوم ملكاً للضخام

زمان ساد شعب فيه شعباً ... وأنزله بمنزلة السوام

<<  <  ج: ص:  >  >>