المقصورة منذ أشهر خلت؟ وهل يمكن أن يبلغا من السعادة ما بلغناه منها في عهد غرامنا القصير؟ ما أطيب قلبك يا أديل! تطلبين مني أن أسامحك وأنتِ تعلمين التي لا أعرف لك سيئة غير ما أسأت بهِ إلى نفسك إذ أحببتني حباً مخلصاً كنت في غنى عنهُ. فحرامٌ عليكِ أن تستذبني نفسك الطاهرة وتنسبي إليها ما هي بريئة منهُ. وإن كانت سيئات البشر كلها من قبيل ما تستذنبين بهِ نفسك فما أقدسها ذنوباً
تفتح لمرتكبيها أحضان الآلهة , وتبلغ بهم إلى نعيم تجري من تحتهِ الأنهار. أأنتِ تذنبين يا أديل؟ إذاً من بعدك لا يخطئ في العالم؟ ولمن تبقى أبواب السماء مفتوحة إن هي أُوصدت في وجوه الملائكة؟ لي حاجةٌ إليكِ يا أديل وهي أن تسمحي لي بحفظ صورتك التي أهديتها إليَّ في عيد ميلادكِ الفائت فإنها التعزية الوحيدة الباقية لي بعد مأساتنا هذه. فإِن أنكرتها عليَّ فليس لي إلاَّ أن أُعيدها إليكِ. ولكن ثقي أنك سواء استرجعتها مني أو لم تسترجعيها فإنَّ رسمكِ منقوش في قلبي ولن يمحوه مرور الأيام أو كرور الأعوام. سلام إلى حين اللقاء وراء مرسحنا الفاني. سلام يحمله إليكِ النسيم في اليقظة , والملائكة في الحلم