كما أن الطفل قد استمدَّ حياته قبل ولادته من أُمه , فهو كذل يستمدُّها منها بعد ولادته إلى أن تنبت أسنانه؛ ولذلك يحسن أن تُرضع الأم طفلها بنفسها إذا استطاعت؛ ولا تتوهم الوالدات أن الرضاعة تضعفهنَّ بل هي بالعكس تزيدهنَّ صحةً ونشاطاً , ما لم يجهدنَ أنفسهنَّ في أعمال أخرى.
تأثير الغذاء والشرب والدراء في لبن الأم
يظن البعض أن الأم يمكنها أن تتناول أي صنف من أصناف الغذاء , وأن تأكل منهُ ما شاءَت دون ضرر على الطفل. ذلك رأي فاسد لأن اللبن من الدم , والدم من الغذاء والشرب , فهو يتنوّع باختلاف الغذاء. ولا يخفي كيف يكون لبن البقر حلو الطعم لذيذاً إذا اقتصر غذاؤها على البرسيم والتبن؛ وبالعكس فاللبن يكون رديئاً إذا أكلت من البصل والحشائش المختلفة. وكم تقاسي الأطفال من الأمراض الجلدية وخلافها إذا لم تحتط الأمهات اللائي يرضعنَ أولادهنَّ في غذائهنَّ. ولذا يلزم أن يكون غذاء الأم كافياً وجيداً خالياً من الخضروات والبقول التي تنفرز مع اللبن , فتغيّر طعمه وينفر منه الطفل كالجزر والبصل والجرجير والثوم والخرشوف. كما يلزم أن يكون خالياً من الفواكه غير الناضجة والتوت البدي والإفرنجي (الفريز) لأن هذه الأشياء قد تحدث مغصاً عند الطفل