الأشجار. أما الفنادق الفاخرة التي فيها , فهي , وإن تكن أقل عظمةً وغنىً من لو كندات شبرد وسافواي وهليوبوليس في مصر , أكثر جمالاً ورونقاً لحسن مواقعها العالية التي تطل على أحسن المناظر برًّا وبحراً ولاتساع الحدائق النضرة التي تحيط بها وتساعد كثيراً على انشراح الزائرين الذين يقضون بين أشجارها الكثيفة وأزاهرها الفائحة العبير أطيب الأوقات وألذّ الساعات. وبعد أن تمتعنا بمحاسن ما في هذه المدينة من ىثار المدينة والعمران التي قامت بفضل واجتهاد الأمة الفرنساوية قصدت بنا الباخرة رأساً إلى جبل طارق , ذلك المضيق المنيع الذي لا يعرف أهميته ومناعة تحصينه إلاَّ مَن يُسعدُهُ الحظ بزيارته. وقد اتفق أننا وصلنا إلى جبل طارق في آن واحد تقريباً مع الباخرة كرباثيا وهي التي أنقذت بعض ركاب الباخرة تيتانيك في تلك الفاجعة المؤلمة المعروفة. وعند تقابلنا حيّتها باخرتنا بأنغام الموسيقى. وفي سفح ذلك الجبل يوجد بلدة آهلة بالسكان يقطنها أكثر من ٢٥ ألف نفس. ولولا ممانعة الحكومة الإِنكليزية وعدم تصريحها لكل أجنبي بالإقامة أكثر من أسبوع واحد فقط تلك البلدة , لكان عدد سكانها ازداد كثيراً. أما البلدة فهي بغاية النظافة والترتيب. والعادات الإنكليزية متأصلة فيها تماماً بحيث أن الإنسان يحسب نفسه في انكلترا. ومعظم الدكاكين والمخازن يقفل يوم الأحد , وبعضها يقفل يومي الجمعة والسبت أيضاً. والعربات لا تقدران تسير إلاَّ خطوة خطوة أمام الكنائس , خصوصاً