الكتاب الأول يدل عليه عنوانه. وهو مختارات من الأقوال المأثورة عن الرجل النابغة الكبير نابوليون بونابرت في شؤون مختلفة كالعائلة والتربية والحب والنساء والحياة والصفات القومية والسياسية والدين والحرب والشجاعة الخ. وإذا صح أن كلام الملوك ملوك الكلام فإن هذا ينطبق أتم الانطباق على أقوال ذلك الرجل العظيم صاحب الفكر الثاقب والرأي السديد. وأن هذه الكلمات المأخوذة من كتاباته وخطبه ورسائله أو التي آثرها عنهُ معاصروه تشفُّ عن حقيقة نفس الرجل وأخلاقه. فهي خير درس لمن يريد أن يفقه تاريخ نابوليون وسرّ نجاحه العجيب , فضلاً عن أن فيها ما يبعث على المرؤة والإقدام والجد. وقد أحسن رمزي أفندي بتصدير هذه (٠الكلمات بحياة قائلها الواقعة في ثلاثين صفحة فإن ذلك يساعد على تفهمها. والكتاب مزين بأشهر صوَر نابوليون. أما الكتاب الثاني فهو مجموعة نصائح مفيدة بما يجب اجتنابه
أو عمله على المائدة وفي اللباس والعادات وغرفة الاستقبال والمكاتبة والزيارة وغير هذا من مظاهر حياتنا اليومية فيجدر بفتياننا وفتياتنا أن يتدبروا ما فيهِ لأنهُ مقوّم للعادات مهذّب للأخلاق يرشد إلى ما يجب أن يتجلى بهِ المتأدبون.
النخبة الراغبية في الأفعال العربية - إذا جمع الرجل بين الثروة الأدبية والثروة المادَّية , وعرف كيف يستخدم هذه في سبيل تلك كان منهُ لبلاده النفع الأتم والخير الوافر. وهاتان المزيتان قد اجتمعتا للرجل الفاضل صاحب العطوفة إدريس راغب بك. فقد عرفهُ الخاص والعام بنصرته للأدب وتفانيهِ في خدمتهِ بما له من المآثر الطيّبة في هذا السبيل. وكأنهُ لم يكتفِ بما يبذله لتنشيط الأدباء والعلماء فأراد أن تكون له يدٌ على اللغة العربية فعني بتأليف كتابٍ سمَّاه النخبة الراغبية في الأفعال العربية شهد فيهِ حضرة الأستاذ الأكبر الشيخ سليم البشري شيخ الجامع الأزهر شهادة طبية جاء فيها قوله: وجدتهُ لطيف العبارة , سهل المأخذ , كبير الفائدة؛ قد جمع من مقدمات التصريف ومقاصده ما فيهِ كفاية الراغبين ورغبة المستكفين وقد رتبهُ المؤلف حفظهُ الله ترتيباً جميلاً فصل فيه أقسام