للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والماء يجري على الحصباء في غُدُر ... مثل اللجين على درٍّ يحلّيني

والكرم يبدو لنا كالدرّ ناضجة ... لوناً فيعنيك معناه ويعنيني

إليَّ يا صادقاً في الحبِّ مرتهناً ... قلبي فما أنا من يحيا إلى حينِ. . .

وإن ضنتَ ففي الحالين ما برحتْ ... ليلى تحيّيك من أعلى بحمدون

بقي سؤالٌ لي أوجهّهُ إلى الرافعي وهو: هل يلاكَ يا أبا السامي أخيلية أم خيالية. .؟

سوق عُكاظ

عُقدت هذه السوق في مصر في فندق الكونتننتال منذ شهر من الزمن على طرزٍ حديث وأسلوب شائق جميل ترأسها أمير الشعر في مصر , أحمد شوقي بك , وتصدّرها ناظر المعارف العمومية , أحمد حشمت باشا , وحضرها كل ذي مقامٍ في دولة الأدب , وتبارى في ميدانها نثراً ونظماً , أشهر من نثر وأبلغ من نظم. لم يكن موضوعها المفاخرة بين قبيلتين ولا التحكيم بين شاعرين , بل كرام حافظ إبراهيم الشاعر وتهنئته بيكويته. في الجزء الفائت قلتُ كلمتي في الرتب والألقاب , وفي لقب حافظ على الأخص. وكلمتي اليوم قاصرة على هذه الحفلة أو بالأحرى على الإشارة إليها فقط. لأني كنت قد جمعت لقرّائي أهم ما قيل فيها من طيب الشعر وجيد الخطب. ثم نظرت إلى الأتعاب والمشقات التي كابدها سليم سركيس فقدّرتها قدرها , وأبيت أن أحرمهُ الانتفاع بتعبه كما فعل بتوجيه أنظار القراء إلى العدد الأخير من مجلته وقد دوّن فيه جميع القصائد والخطب التي قيلت في حافظ. فأهنئه وأهنئ شريكه في العمل داود بركات فإنهما أقاما هذه الحفلة فأكرما الأدب ورفعا شأن الأدباء وحملاً فريقاً من كتَّابنا على شحذ قريحتهم بعد أن كادت تصدأ فسمعنا نغمات مطربة كانت قد خمدت حيناً من الزمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>