للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لسان العرب الشهيرة سنة ١٨٩٤. فأصبحت حياتهما الأدبية مشتركة. وهما في ذلك العهد , يذكر أننا بمعيشة الأخوين الشاعرين بطرس وتوما كورنيل , إذ كانا ينظمان وهما في منزل واحد , فينادي الواحد الثاني عندما تعصاه القافية. يا أخي أعرني قافية. وقد كتب الشيخ أمين فصولاً شائقة على صفحات الجامعة العثمانية وجريدة السلام ومجلة أنيس الجليس. ثمَّ دخل في جريدة البصير لصاحبها رشيد بك شميّل؛ وظلَّ ثلاثة عشر عاماً يدبّج فيها من المقالات الرنانة , والملح الأدبية المستظرفة , ما حمل البعيد والقريب على الشهادة له بسرعة الخاطر , والرشاقة في التعبير , والسهولة في التفنن بأساليب الإنشاء والشاعرية الحقيقية , ومضاء القريحة. وقد اتفق كلّ من عرف الأمين على وصفهِ بكرم الأخلاق , ولطف العشرة , وخفة الروح , ورعاية الذمام , والقناعة والتواضع والبعد عن كل تظاهر. وقد سألنا حضرة الشاعر طانيوس أفندي عبده - وقد كان رفيق الأخوين الشاعرين وثالث هذين القمرين - عن رأيه في الشيخ أمين , فأجابنا بالأبيات الأربعة التي تراها تحت صورة الفقيد , وقال: هذا هو الشيخ أمين وهذه حياته وليس لي من الأبيات إلا نظمها. ولئن بكى فيهِ الأدب كاتباً بليغاً وشاعراً رقيقاً , فإن أصدقاءَه يبكون فيهِ فوق ذلك , خلاًّ وفيّاً وصديقاً صدوقاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>