للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهو أحد الأفراد الذين تجود بهم فلتات الزمان حيناً بعد حين , فيحدثون انقلاباً في ما تركه الأولون للآخرين.

حياته - وُلد صاحب الترجمة في بلدة شرتون نحو سنة ١٨٤٧؛ وأبوه عبد الله بن ميخائيل بن إلياس ابن الخوري شاهين الرامي. كان وهو صبي كثير الزيغان فسافهُ زيغانهُ إلى قتل إحدى قريباتي. وحديث الأمر أنهُ كان لنا بين بيتنا وبيت عبد الله بلوطة جاءتها مرَّة الصغيرة ياسمين ابنة عمّ أبي , وصعدت إليها تقطف البلوط؛ فبصر بها سعيد فانتهرها , فأبت النزول بحجة أن البلوطة مُلك عمها , فكان أنهُ أسرع إلى البيت وأتى بالبندقية المحشوَّة وأطلقها على الابنة فسقطت من علُ لا حراك بها. . . تراوحتُ متردّداً في إيراد هذه الحكاية , فرأيت أنَّ من الوفاء بالتاريخ إيرادها على حين أنها ليست غباراً على حياة الفقيد لصغر سنّة حينذاك. فأرسله أبوه إلى مدرسة عبَيه , حيث تلقَن مبادئ العربية فقط , ثم شرع بالمطالعة لنفسهِ بما فيهِ من الميل إلى العلم. ودرّس برهة في مدرسة عين تراز للروم الكاثوليك , ثم عقد وأبي العزيمة على غشيان بغداد للتدريس فيها , فجاءَت الأنباء بانتشار الوباء فيها فانثنيا , وارتحل سعيد إلى الشام حيث درّس زماناً , ثم هبط بيروت واشتغل عند اليسوعيين في العلوم العربية , ونبغ وأجاد. فألَّف عندهم ونقّح وصحّح طائفة من الكتب المفيدة. ولبث عندهم زماناً طويلاً ثم بعد ذلك درّس بعض السنين الصف الأول العربي في مدرسة الحكمة المارونية فأتاح لي. الحظ أن أكون من بعض تلاميذه. ثم استسلم إلى الراحة متنكباً منابر

<<  <  ج: ص:  >  >>