العامي الثاني - حقاً يا سيدي أن المخرز آلة معيشتي. فقد اصطفيتهُ لي خليلاً دون جميع الرجال والنساء. نعم أنا جرّاح الأحذية القديمة آسوها عند إشرافها على الهلاك. إن خيرَ مَن مشى على الأرض مرَّت رجلاه بين يديّ
فلافيوس - ولماذا تركت حانوتك اليوم وخرجت تقود هؤلاء الناس في الأسواق؟
العامي الثاني - حتى يقطّعوا أحذيتهم مشياً فيزداد كسبي. على أني لا أكتمك يا سيدي أننا تركنا أشغالنا لنرى قيصر ونفرح لانتصاراته
ماروليوس - ولمَ تفرحون؟ أين النصرُ المبين الذي جاءنا بهِ؟ وأين الأسارى الذين أتى بهم إلى رومة يحفون بمركباته؟ أي بني رومة قساة القلوب غلاظ الرقاب. كونوا خُشُباً مسندةً! إن الجماد لخيرٌ منكم. أنسيتم بومباي؟ يوم كنتم تتسلقون الأسوار والمباني وتصعدون إلى
النوافذ والأبراج - بل إلى المداخن - حاملين أطفالكم , واقفين صابرين منتظرين اليوم كله لتختلسوا نظرةً من بومباي وهو مارٌ في شوارع رومة. حتى إذا لاحت لكم مركبته هتفتم له هتافاً اهتزت له أعماق التيبير كأنه ينطالُّ ليسمع صدى أصواتكم المالئة شاطئيهِ!. . والآن؟ ماذا تفعلون الآن؟ أترتدون أحسن ملابسكم وتخلفون لأنفسكم عيداً وتنثرون الأزهار في طريق رجل جاءَكم بنصرٍ مخضّب بدم بومباي؟ إليكم عني! تفرَّقوا. اركضوا إلى قعر بيوتكم وخرُّوا سجّداً وادعوا الآلهة علّها تحول عنكم