عما أوصله إليك علوُّ الهمم , وحسبك صدرٌ ضلّت الفضيلة حتى اهتدت إليهِ , فاستقرَّت عليهِ؛ ومقام بناه خيرة الآباء الأمجاد , وأعلاه صفوة الأبناء الأجواد. . .
البابلي
أما القصيدة فهي لشاعرنا الكبير خليل مطران , وهذا نصُّها:
هل لشعري وأنتَ منهُ مرادي ... وصف حاليك من على وانفرادِ
كلُّ مدحٍ أراهُ فيكَ قليلاً ... وكثيرٌ ما يقتضيني فؤادي
خطةٌ غيرُ بالغٍ كلُّ جهدي ... بعضَ شيءٍ من شوطها المتمادي
فليكنْ من تمام جودك عذري ... فقبولُ الأعذارِ شأنُ الجوادِ
أيها الحافظُ الأمينُ بحقٍّ ... للمعالي من طارفٍ وتلادِ
قد وفدنا حجيج أكرم بيتٍ ... واعتمدنا نؤمُّ أشرفَ نادِ
لا بقصدِ البناءِ فخماً ولا ال ... زينةِ أبهى ما جوَّدتها الأيادي
لا ولا المجدِ باقياً عن كبارٍ ... من كرام الآباء والأجدادِ
إنما شاقنا لقاءُ المعالي ... والمرؤاتِ والندى والأيادي
في فتى حازمٍ جريء همام ... ثابت العهد صادق الميعاد
ثقفٍ أن يهزّه الخطبُ يوماً ... هزَّ لدناً من القنا المَّياد
راسخِ العزم في كفاح الليالي ... باسم الوجه في قطوب العوادي
موئلِ المستجير كهفِ اليتامى ... والأيامي منارة الروَّادِ
حيثما تدْعُهُ الذمار يُجبْها ... صوتُ حقٍّ منهُ وسيف جلادِ
ويجبها رأيٌ مذلٌّ عداها ... ربَّ رأيٍ أغزى من الأجنادِ
أي كفيل الحمى إذا قيل من في ال ... قوم يومَ الندى ويم التنادي
بعضُ تلك الخلالِ في نفَر مه ... ما يقلُّوا كفايةٌ للبلادِ
تلك حسبُ الفتى مقاماً وبيتاً ... وحديثاً يبقى على الآبادِ