بروتوس - بورسيا! ما هذا؟ ولِمَ تبكرين في القيام. ليس لمزاجك الضعيف أن يتعرّض لبرد الصباح ورطوبته.
بورسيا - ولا لمزاجك أنت أيضاً , إنكَ قد انسللتَ من فراشي انسلالاً. والبارحة على العشاء نهضت فجأة وأخذت تتمشي ويداك ورآء ظهرك تتنهدُ وتشكو. عندما سألتك السببَ نظرتَ إليّ مغضباً , فأعدتُ السؤال عليك فحككت رأسك وضربت الأرض برجلك , فألححتُ ولم تنثن عزيمتي , فأشرت بيدك إليَّ أن انصرفي , فانصرفت طائعة مخافة أن أزيد في قلقك المتقد راجيةً أن يكون الأمر انزعاجاً خفيفاً قد يطرأ على جميع الناس , ولكنه قد حرمك الأكل والكلام والنوم وتمكن منك حتى لو كان أثره في جسمك مثلما هو في عقلك لغابتْ عني معرفتك أي مولاي دعني أعرف سبب حزنك.
بروتوس - إني منحرف المزاج قليلاً. هذا كل ما في الأمر.
بورسيا - إن بروتوس لعاقل حكيم. لو كان يشكو الدآء في صحته لتوَّقي أسبابه.
بروتوس - هذا ما أفعله. اذهبي إلى فراشكِ أيتها العزيزة.
رطوبة الصباح؟ أمريضٌ بروتوس إذ يهربُ خلسة من فراشه الطيب لملاقاة عدوى الليل ولاستفزاز برد الهواء وفساده إلى زيادة مرضه؟ لا يا بروتوس! إن علتك هنا في الرأس , لي بحقّ الزوجية أن أعرفَ ماهيتها. . إني أجثو لديك واستنجدُ ماضي جمالي علّهُ يستهويك. بل أستعين عليك بعهود حبّك وبميثاق عظيمٍ جعلنا جسداً واحداً إلاّ كشفت لي ضميرك وقلت لي - لمن هي مقام النصف منك - في مقام نفسك - ما سبب وجومك؟ ومن الذي لجأ إليك هذه الليلة. فإني رأيت رهطاً يخفون وجوههم حتى عن الظلام.