له ولا للناس علمُ الذي ... يرى ويستحسن أن يُعملا
وحولهُ الحولُ فإن يفتننْ ... فسحره السحر ولن يُبطلا
أنلهُ ما شئت فكيف اشتهى ... تحويلهُ من فورهِ حُوّلا
فليكن المفتاح ثدياً جرى ... بالكوثر العذب كما أمّلا
ولتكن الساعة جنّيّةً ... تدير في داخلها مقولا
ولتكن الأكتافُ أفراسهُ ... لكنَّ شرط الأنس أن تصهلا
وليكن الكرسيُّ أن حثّهُ ... قطارة ينساق مستعجلا
وكل ما شكّله فليكن ... مهما عصى الطبعَ كما شكّلا
يا ولداهُ أسعدْ وعش واغتنم ... من السرورِ المغنمَ الأجزلا
لكنَّ دهراً جئتَ فيهِ أبى ... عليكَ أن تركب مستسهلا
أدبرَ بالشرق ولا يبتغي ... إلاّ بأمثالك أن يُقبلا
اليوم لا تعقلُ لكن غداً ... تكون ممن سلفوا أَعقلا
ما اليوم ما القابل؟ هذا مضى ... بنا ولم نشعر وهذا تلا
اسمع شكاتي فهي إن لم تفد ... حالاً ففيها النفع مستقبلا
كان لنا مجدٌ نزلنا بهِ ... من السماوات العُلى منزلا
وكان لا ينكر منا إذا ... قلنا غداة الفخر نحن الأولى
وكان منّا كلُّ ذي مرّةٍ ... إن صال كسر الجحفلا
وكان منا كل ذي فطنةٍ ... يكاشف الوحيَ ويهدي الملا
وكان منا كلُّ حامي حمىً ... لا تطرقُ العصمُ لهُ معقلا
وكان مُلك الأرض ملكاً لنا ... وحكمنا في الأمم الفيَصلا
لكنّهُ عزٌّ مضى وانقضى ... بذنب مَن خانَ ومن أهملا