شعري تعمدهُ حضرة الكاتب البليغ وهو يرمي من ورائهِ إلى تربية ملكة التخيّل في الناشئة , لأنَّ الخيال هو أساس الإنشاء وركنه الركين , فلا يمتلك الذين يحاولون الكتابة أعنّه هذه الصناعة إلاَّ إذا حبتهم الطبيعة نصيباً من الخيال , وعملوا هم على تربية هذه القوة بالمطالعة والملاحظة والاقتداء. وقد قال حضرة المؤلف في مقدمة هذا الكتاب: البلاغة التي حار العلماء في تعريفها , على كثرة ما خلّطوا , لا تعدو كلمتين: قوة التصوُّر والقوة على ضبط النسبة بين الخيال والحقيقة. وهما صفتان من قوى الخلق تقابلان الإبداع والنظام في الطبيعة , وبهما صار أفراد الشعراء والكتَّاب يخلقون الأمم التاريخية خلقاً , وربّ كلمةٍ من أحدهم تلدُ تاريخ جيل إلى أن يقول في ختام المقدمة المذكورة: فالبلغاء هم أرواحُ الأديان والشرائع والعادات , وهم ألسنةُ السماءِ والأرض. وإذا شهد عصرٌ من العصور أمةَ ليس فيها فيها بليغ فذلك هو العصر الذي يكون تاريخاً صحيحاً لأضعف طبائع الأمم
ونحن نحمد الله كثيراً على أن مصر لا تخلو من أمثال أبي السامي الفاضل , فعصرها الحالي ليس بعصر الضعف وخمول الطبائع.
مفكرة المعارف أصدرت مطبعة المعارف الشهيرة مفكرتها أسنة ١٩١٣ وهي حاوية التواريخ العربية والإفرنجية والقبطية وفيها ذكر الأعياد الدينية والمدنية وتواريخ أشهر الحوادث السياسية وختامها