لو أردتُ أن أحرّك عاطفة قلوبكم وأفكاركم. أو أن أثيرَ غضبكم لخطّأتُ بروتوس ولخطأتُ كاسيوس ولخطأتُ غيرهما كثيرين. ولكنني لا أفعل ذلك أبداً أنهم نبلاء أشراف. كيف أجسر أن أخطّئهم. إني أوثر أن أخطّئ الميت وإن أخطّئ نفسي وإن أخطئكم جميعاً على أن اسبَ الخطأ لرجالٍ كرام مثل هؤلاء. أرأيتم هذه الوثيقة بيدي. إنها مختومة بخاتم قيصر. وجدتها في خزانتهِ. هي وصيتهُ لو سمع أهلُ رومه مضمونها. عفوكم فلستُ بقارئها لكم. لو سمع أهلُ رومه مضمونها لجأوا إلى قيصر يلثمون جراحهُ , ولخضّبوا مناديلهم بدمهِ الكريم , لا بل لتسوَّلوا شعرة من شعرهِ يحفظونها أثراً خالداً أبناؤهم من بعدهم
العامي الرابع - اقرأ الوصية. اسمعنا الوصية يا أنطونيوس
الجميع معاً - الوصية! الوصية! اسمعنا وصية قيصر!
أنطونيوس - صبراً أيها الأصدقاء الكرام. فلستُ بقارئها. لا يلبق أن تعلموا كم كان قيصر يحبكم. ما أنتم من خشب. ما أنتم من حجارة. إن أنتم إلاّ رجال - خير لكم أن لا تعرفوا مضمونه. خير لكم أن لا تعلموا أنه أوصى لكم بما ملكتْ يداه! أهٍ ما أوخم العاقبة لو علمتم!
العامي الرابع - اقرأ الوصية. لا بد من سماعها يا أنطونيوس. محتمٌ عليك أن تقرأ وصية قيصر
أنطونيوس - أتصبرون على ذلك؟ أتستطيعون إن تمكثوا بعد؟ لقد جاوزت الحدَّ غذ ذكرتها لكم. إني أخشى إغضاب هؤلاء النبلاء الذين أغمدوا خناجرهم في صدر قيصر. إني أخشى