للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقال آخر: لنحملنه إلى غابة الأرز ونقبره بقرب الكنيسة فتظل عظامه محفورة بظل الصليب إلى آخر الدهر.

وقال آخر: اقبروه ههنا حيث جبل التراب بدمائه واتركوا سيفه في يمينه واغرسوا رمحه بجانبه وانحروا حصانه على قبره ودعوا أسلحته تؤنسه في هذه الوحدة

وقال آخر: لا تلحدوا سيفاً مضرجاً بدم الأعداء ولا تنحروا مهراً يخوض المنايا ولا تتركوا في الوعر سلاحاً تعود هز الأكف وعزم السواعد، بل احملوها إلى ذويه لأنها خير ميراث.

وقال آخر: تعالوا نجثو حوله مصلين صلاة الناصري، فتغفر له السماء وتبارك انتصارنا.

وقال آخر: لترفعه على الأكتاف جاعلين له نعشاً من الرماح والتروس، فنطوف به في هذا الوادي ناشدين أهازيج النصر، فيشاهد أشلاء الأعداء وتبتسم شفاه جراحه قبل أن يخرسها تراب القبر.

وقال آخر: تعالوا نعليه سرج جواده ونسنده بجماجم القتلى، ونقلده رمحه وندخله الأحياء ظافراً، فهو لم يستسلم إلى المنية إلا بعد أن حملها من أرواح الأعداء حملاً ثقيلاً.

وقال آخر: تعالوا نودعه لحف هذا الجبل فيكون له صدى الكهوف نديماً وخرير السواقي مؤنساً، فترتاح عظامه في برية يكون فيها وطئ أقدام الليالي خفيف الوقع.

وقال آخر: لا تغادروه ههنا، ففي البرية وحشة مملة ووحدة قاسية،

<<  <  ج: ص:  >  >>