للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حيثُ لا خبثَ في الهواء ولا في ال ... تربِ والماءِ يجلبُ الأدواَء

حيث لا رزقَ كلما ركض المر ... ءُ مجدّاً وراَءهُ يتنادى

فهوَ ما بينَ خوفِ سبقٍ وكدٍّ ... كغريقٍ يصارعُ الأنواَء

لا تطيبُ الحياةُ إلاَّ لمن يه ... ربُ منها ويهجرُ الأحياَء

ليت شعري متى أرى شعراء ال ... شرقِ يوماً بفضلهم أغنياَء

ورثوا مَن تقدَّموهم فنالوا ... شرَّ إرثٍ مذلةً وشقاَء

بين هجوٍ كالسبِّ أو هوَ أدنى ... ومديحٍ تعدُّهُ استجداَء

عُوِّدوا الذلَّ فالكبيرُ كبيرٌ ... فيهمِ حينَ يسألُ الكبراَء

ليس كالمال للقرائح سمٌّ ... حين يلهو بيعاً بها وشراَء

إنما الشعرُ للنفوس غذاءٌ ... أفسدوهُ فصيَّروهُ هُذاَء

يتبعُ الشعرُ أهلهُ فامتهاناُ ... وابتذالاً أوْ عزَّةً وإِباَء

أيها الشاعرُ اتَّقِ الله واذكرْ ... أنَّ للشعرِ حكمةً علياَء

كن دليلاً إلى سبيلٍ سويٍّ ... ومناراً يبدّدُ الظلماَء

ثمَّ لا تنسَ موطناً كان يوماً ... لكَ كالأمّ نسبةً ونماَء

فاحترم عهدَهُ وعهدَ بينهِ ... ثمَّ علّمهمُ كذاكَ الوفاَء

علّم الشعبَ إنَّ للشعب ديناً ... يمنحُ النفسَ قوةً ورجاَء

قلْ لهُ إنهُ كذلك حرٌّ ... يعبدُ الله مطلقاً كيف شاَء

خُلِقَ الدينُ رحمةً غير أنَّ ... الناس كانوا لبعضهم أعداَء

هدموهُ سرّاً وشادوهُ جهراً ... وأقاموا منهم لهُ رؤساَء

فانبرى بعضُهم عدوَّا لبعضٍ ... يخدعون الجهَّال والبسطاَء

<<  <  ج: ص:  >  >>