وهبْ أنَّ سمعي قانغٌ بحديثكم ... أللعينِ مَعنىً أو تراكَ عيانا
إلى النزوانِ العيسُ تلوي أعنَّةً ... وهيهاتِ ليست تملكُ النَّزوانا
وليست تشيم البرقَ من أبرق الحمى ... بلى! قد تشمُّ الشيح والعَلَجانا
فيا أخويَّ المدَلجينِ كليهما ... إذا جزتما الجرعاء فانتظرنا
ويا صاحبي لا تلوِ عنها مُعرِّجاً ... هلمَّ لنَلقى من نحبُّ كِلانا
وقمْ نجتلي النارَ التي قال خابطٌ ... من الناس حسبي أن رأيتُ دخانا
وإن لمعتْ فاقصد لمشرقِ ضوئها ... وأمَّ شروقَ الضوءِ لا اللمَعانا
وله:
وإن أقضي بحبكِ مستهاماً ... فكم قبلي قضى صبٌ معَّنى
قضى القيسَانِ قبليّ: قَيسُ ليلى ... من الهجِ الطويلِ وقيسُ لبنى
هذا وقد أثبتُّ كل ما مرّ إشارة بذكر أديب دقَّ خطرُه , وتطلَّس أثرُه , لنبوغه بين قومٍ لا يحتفون بنابغة , ولا يحتفلون بنبيل , فحَمله استخفافهم بالشعر وذويه على الإشاحة عنهُ بوجهه , ودعاهُ اهتضامهم للأدب وأهله , إلى الإضراب عن معاناته , فانصرف منذ عهدٍ بعيد عن قرض الشعر , لولا ذلك لعُدَّ اليوم في صفّ المتفوّقين من غواة هذا الفنّ الجميل , وقليلٌ ما هم
النجف
محمد رضا الشبيبي
الزهور رأى القراء في شعر الشيخ الحبوبي وفي ما نشرته هذه المجلة سابقاً عن أدباء العراق أن تلك الأصقاع شعراء مجيدين يذكروننا بأسلافهم فحول شعراء العرب. فنشكر لكاتب هذه المقالة أنه عرّف على أدبائنا اليوم واحداً من هؤلاء الشعراء النابغين.